طاهر نت


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

طاهر نت
طاهر نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
طاهر نت

منتدى اسلامي علمي ثقافي ترفيهي


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

أول مصرفي في الإسلام

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1أول مصرفي في الإسلام Empty أول مصرفي في الإسلام الإثنين يوليو 26, 2010 9:25 am

ندى الصباح

ندى الصباح

أول مصرفي في الإسلام!





*محمد الشرافي





هو حواري النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والحواري هو الناصر والمعين، وابن عمته صفية
بنت عبد المطلب ـ رضي الله عنها ـ، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام الذين أخبر
الله تعالى أنه رضي عنهم ورضوا عنه، فقد أسلم وهو حدث ابن ثماني سنين، وكان إسلامه
على يد أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ. وهاجر إلى الحبشة ثمّ هاجر إلى المدينة المنورة،
فنال شرف الهجرتين وثوابهما.






وهو أول من سل سيفه في سبيل الله، وما تخلف عن غزوة غزاها رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ، ومن العشرة المشهود لهم بالجنة، ومن البدريين، ومن أهل بيعة الرضوان، وأحد
الستة أهل الشورى الذين حصر فيهم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ الخلافة من بعده،
ومن الذين قتلوا في سبيل الله تعالى ورزقوا الشهادة.






وقد جمع له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم الخندق أبويه، فكان يقول له: ارم فداك
أبي وأمي، وكان سفيان الثوري ـ رحمه الله تعالى ـ يقول: هؤلاء الثلاثة نجدة
الصحابة: حمزة، وعلي، والزبيرـ رضوان الله عليهم جميعاً ـ.






وقد بدأ حياته فقيراً معدماً، ليس عنده شيء من متاع الدنيا وزينتها، وتزوج مع فقره
وفاقته أسماء بنت أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنهما ـ سليلة الحسب والنسب، من بيت
الثراء والغنى، فعاشت مع زوجها صابرة محتسبة، راضية قانعة، تؤدي في بيت زوجها من
الأعمال ما تقوم به الجواري في بيت أبيها. تقول أسماء ـ رضي الله عنها ـ: تزوجني
الزبير وما له شيء غير فرسه، فكنت أسوسه (ساس الدابة أو الفرس: إذا قام على أمرها
من العَلَف والسقي والترويض والتنظيف وغير ذلك)، وأعلفه، وأدق لناضحه (وهو البعير
الذي يستقى عليه الماء ) النوى ( عجم البلح )، وأستقي، وأعجن، وكنت أنقل النوى من
أرض الزبير التي أقطعه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على رأسي، وهي على ثلثي
فرسخ (الفرسخ خمسة كيلومترات وحوالي النصف كيلومتر ).. فجئت يوماً والنوى على
رأسي، فلقيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعه نفر ( أي جماعة )، فدعاني،
فقال: إخ إخ، ليحملني خلفه فاستحييت، وذكرت الزبير وغيرته، قالت: فمضى، فلما أتيت،
أخبرت الزبير. فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل
إليّ أبو بكر بعد بخادم، فكفتني سياسة الفرس فكأنما أعتقني.






وهذه عظة تعظ فيها أسماء ـ رضي الله عنها ـ الفتيات المؤمنات، أن معيار اختيار الأزواج
الصلاح والتقوى وحسن الأخلاق، وأن فقر الزوج ما هو إلا مرحلة من مراحل العمر، لمن
كان له همّة وكياسة!. وكم رأينا ونرى من فتاة أرادت أن تقفز على السلم لترتقي
آخره، فدُّقت عنقها دقاً!.






وبدأ الزبير رحلة التجارة المباركة، وكان رأس ماله الذي يتجر به من أموال الناس المودعة
عنده، ولكنه كان يشترط أن تكون عنده على سبيل القرض وليس على سبيل الوديعة، فكان
فعله هذا أشبه ما يكون بالحسابات الجارية في النظام المصرفي المعاصر، حيث يضع
الناس أموالهم في البنوك في حسابات جارية تحت الطلب، ثمّ يتصرف فيها البنك على
اعتبار أنها قرض له غنمه وعليه غرمه، وهو ضامن له.






وأحسب أيضاً أن الزبير ـ رضي الله عنه ـ كان يقرض الناس من هذه الأموال، لأنها صارت تحت
تصرفه وهو ضامن لها، وبذلك يكون الزبيرـ رضي الله عنه ـ قد أسس أول نواة لمصرف
إسلامي، يعتمد على الإيداع والتمويل.






وصار الزبير ـ رحمه الله ـ غنياً ثرياً، وصفه صاحب حلية الأولياء بأنه قاتل الأبطال،
وباذل المال. فقد باع داراً له بست مئة ألف، فقيل له يا أبا عبد الله: غُبنت، قال:
كلا، هي في سبيل الله!! وكان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، فكان يقسمه كل ليلة،
ثم يقوم إلى منزله وليس معه منه شيء، فلا يدخل بيته من خراجهم درهم واحد، بل يتصدق
به كله. وقد أوصى إلى الزبير سبعة من الصحابة منهم عثمان بن عفان، وعبد الله بن
مسعود، وعبد الرحمن بن عوف، فكان ينفق على الورثة من ماله ويحفظ أموالهم!!.






وما ولي إمارة قط، ولا جباية، ولا خراجاً، ولا شيئاً ( أي من وظائف الدولة )، إلا أن
يكون في غزو مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو مع أبي بكر وعمر وعثمان ـ رضوان
الله عليهم ـ. وهذه رسالة نافعة لكل من حبس نفسه في وظيفة محدودة الموارد، قليلة
المنافع، وترك فضاءات الرزق الواسع، أن الخير كل الخير في عمل تملكه ولا يملكك!!.






وقُتل الزبير ولم يترك ديناراً ولا درهماً إلا أراضين فيها الغابة، وإحدى عشرة داراً
بالمدينة، ودارين بالبصرة، وداراً بالكوفة، وداراً بمصر. فجملة أملاكه كانت
العقارات في أصقاع شتى من الدنيا.






وبلغ حجم ودائع الناس في مصرفه مليونين ومئتي ألف درهم (2,200,000 )، وقد وكّل الزبير
ولده عبد الله برد الودائع إلى أصحابها، والتي تعد بمثابة دين في ذمته. وأوصاه أن
يستعين بالله تعالى على أدائها، وقال له ـ رضي الله عنهما ـ: يا بني إن عجزت عن
شيء منه فاستعن بمولاي، قال عبد الله: فوالله ما دريت ما عنى حتى قلت يا أبة: من
مولاك؟ قال: الله عز وجل، فقال عبد الله: فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت:
يا مولى الزبير أقض عنه، فيقضيه. فيا أصحاب الديون، يا أصحاب همّ الليل وذل
النهار، ما لكم والله غير الله تبارك وتعالى، فاستعينوا بربكم على قضاء ديونكم،
تفلحوا.






وعمد عبد الله بن الزبير إلى تصفية شركة الزبير للتطوير العقاري، وردّ الودائع إلى
أصحابها، وكان الزبير قد اشترى الغابة بسبعين ومئة ألف، فباعها عبد الله بمليون
وست مئة ألف، فكان ربحه فيها قد تجاوز 900%.






فلما فرغ عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ من ردّ الودائع إلى أهلها، قال بنو
الزبير: أقسم بيننا ميراثنا، فقال: لا والله حتى أنادي بموسم الحج أربع سنين ألا
من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه، فجعل كل سنة ينادي بالموسم فلما مضت
أربع سنين قسم بينهم.






رحم الله تعالى الزبير أول مصرفي في الإسلام، فقد بلغ ميراثه عند موته تسعة وخمسين
مليوناً وثمانمائة ألف درهم ( 59,800,000 )، إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب!!!.



*المستشار الشرعي





صحيفة السبيل الأردنية

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى